0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
عُدل بواسطة

السلطان عثمان تاريخياً وفاة عثمان بن ارطغرل ويكيبيديا

 مسلسلات تركية  تاريخيه

 

 من هو عثمان بن ارطغرل 

 شرح  قصة مسلسل عثمان بن ارطغرل 

نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع نور المعرفة حيث يسرنا ان نقدم لكم اجابات العديد من اسئلة المناهج التعليمية ونقدم لكم حل السؤال، 

يسرنا ان نقدم لكم كافة المعلومات التي تحتاجون اليها بشان السؤال الذي يقول،،، قصة عثمان بن ارطغرل

الإجابة هي كالتالي 

 السلطان عثمان بن أرطغرل (أرطُغرل) أو (عثمان الأول) بن سليمان شاه (656 هـ/1258م - 1326م) مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها ، وزعيم الأتراك من السلجوقيين في بثنيا عام 1288م ، وإليه تنسب التي استمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى عام 1919م . شهدت سنة مولده غزو المغول بقيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية.

تولى الحكم عام 687 هـ ودام حكمه من عام 1299 إلى 1324 بعد وفاة أبيه أرطغرل بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي. قام الأمير السلجوقي بمنحه أي أراض يقوم بفتحها وسمح له بضرب العملة. لما قتل الأمير علاء الدين من قبل المغول وقتلوا معه ابنه غياث الدين الذي تولى مكانه، أصبح عثمان بن أرطغرل أقوى رجال المنطقة فاتخذ مدينة اسكي شهر قاعدة له ولقب نفسه باديشاه آل عثمان واتخذ راية له.

قام بدعوة حكام الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام فإن أبوا فعليهم أن يدفعوا الجزية فإن أبوا فالحرب، فخافوا منه واستعانوا عليه بالمغول فأرسل إليهم جيشًا بقيادة ابنه أورخان فهزمهم وأكمل الجيش مسيرته ففتح بورصة ، وآسيا الصغرى . توفي بعد أن عهد لابنه بتولي الحكم السلطان أورخان غازي.

5 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
في سنه 726 من الهجره والسلطان عثمان بن ارطغل علي فراش الموت كتب ﻻبنه يوصيه يقاله له

1- يا بني اياك ان تشتغل بشئ لم يامر به الله رب العالمين واذا واجهتك في الحكم معضله فاتخذ من ماشوره علماء دين موئﻻ

 2- يا بني احط من اطاعك بالاعزاز وانعم علي الجنود وﻻ يغرنك الشيطان بجندك وبمالك واياك ان تبتعد عن اهل شريعه

3-يابني انك تعلم ان غايتنا هي ارضاء الله رب العالمين وان بالجهاد يعم نور ديننا كل الافاق فتحدث مرضاه الله جل جﻻله (سبحان الله)

4-يابني لسنا من هوﻻء الذين يقيمون الحروب لشهوه حكم او سيطره افراد فنحن بﻻسﻻم نحيا وبﻻسﻻم نموت وهذا يا ولدي ما انت له احث

5-يابني اعلم ان نشر الاسﻻم وهدايه ناس اليه وحمايه اعراض المسلمين واموالهم امانه في عنقق سيسالك الله عنها

6-يابني اوصيك بعلماء الامه فادمت رعايتهم واكثر من تبجيلهم وانزل علي ماشوراتهم فانهم ﻻ يومرون اﻻ بالخير.

السلطان أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ثاني سلاطين الدولة العثمانية[1]، (680 هـ / 6 فبراير 1281 م - 761 هـ / مارس 1361 م) خلف والده عثمان بن أرطغل 1 محرم عام (1326-1362) وعمره ستة وثلاثون عاماً وقد اعتمد على أعوان أقوياء لوضع القوانين وسن الأنظمة أبرزهم أخوه الأمير علاء الدين الذي نصبه وزيراً له وكذلك علاء الدين بن الحاج كمال الدين وقرة خليل جاندارلي وفي عهده نقلت عاصمة الدولة العثمانية من اسكي شهر إلى بورصة كما تم سك أول نقد عثماني وتمكن من انتزاع (أزمير) و(أنقرة) وامتلك (قره سي) وبرغمة ثم حاصر سمندره وإيدوس واستولى عليهما وقد دامت فترة حكمه خمسة وثلاثين عاماً. وعندما زار الرحَّآلة المعروف "ابن بطوطة" بلاد الأناضول في فترة حكم السلطان أورخان وقابله هناك، قال عنه:«إنه أكبر ملوك التركمان، وأكثرهم مالا وبلادا وعسكرا، وإن له من الحصون ما يقارب مائة حصن، يتفقدها ويقيم بكل حصن أياما لإصلاح شؤونه[1].» وخلفه أبنه السلطان مراد الأول.

.

.

عائلته

خلف سبعة أولاد هم : سليمان باشا وقد توفي في حياة أبيه، مراد بك، إبراهيم بك، فاطمة سلطان، خليل بك، سلطان بك وقاسم بك.

.

.

أعماله

أرسله والده لحصار مدينة "بورصة" (مدينة في آسيا الصغرى)، فحاصر أورخان القلاع المحيطة بها، وظل محاصرا لها قرابة عشر سنوات، ولما تأكد حاكمها أنها أصبحت في قبضة أورخان سلَّمها إليه، فدخلها دون قتال سنة (726 هـ، 1325 م)، ولم يتعرض أورخان لأهلها بسوء مما جعل حاكمها يعلن إسلامه، فمنحه أورخان لقب "بك"[1].

و أهم عمل قام به هو تأسيس جيش الإنكشارية الذي ساعد الدولة العثمانية في استمرار فتوحتها لـ 200 عام كما حرص على تحقيق بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية ووضع خطة إستراتيجية تهدف إلى محاصرة العاصمة البيزنطية من الغرب والشرق في آن واحد ولتحقيق ذلك أرسل ابنه وولي عهده سليمان لعبور مضيق الدردنيل والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية.

و في عام 758هـ اجتاز سليمان مضيق الدردنيل ليلا مع أربعين رجلا من فرسان الإسلام ولما أدركوا الضفة الغربية استولوا على الزوارق الرومية هناك وعادوا بها إلى الضفة الشرقية إذ لم يكن للعثمانين أسطول حينذاك حيث لا تزال دولتهم في بداية تأسيسها وفي الضفة الشرقية أمر سليمان جنوده أن يركبوا الزوارق حيث تنقلهم إلى الشاطئ الأوروبي حيث فتحوا قلعة ترنب وغاليبولي التي فيها قلعة جنا قلعة وأبسالا ورودستو وكلها تقع على مضيق الدردنيل من الجنوب إلى الشمال وبهذا خطى السلطان خطوة كبيرة استفاد بها من جاء بعده في فتح القسطنطينية.

السلطان مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل وأمه الأميرة البيزنطية هيلين ثالث سلاطين الدولة العثمانية، تولى الحكم بعد وفاة أبيه أورخان بن عثمان وكان ابن 36 عاما وقتها عام 1359م، واستمر حكمه 31 سنة (1359 - 1389). استولى على مدينة أدرنة 1362م وجعلها عاصمته وهزم التحالف البيزنطي البلغاري في معركتي ماريتزا 1363م وفتح بلاد الصرب بعدقوصوة 1389م وفيها استشهد وخلفه ابنه السلطان بايزيد الأول.

.

.

تنظيم السلطنة العثمانية

ولد السلطان مراد الأول عام 726 هـ الموافق عام 1326 توفي ( 15 يونيو 1361)، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم. وإليه يرجع الفضل بالنقلة النوعية من دويلة عثمانية قبلية إلى سلطنة قوية وتسمى بالسلطان عام 1383 م.

أنشأ نظام الديوان للجند والفرسان السباهي. وأنشأ نظام مقاطعتين هما الرومللي والأناضول.

.

.

بداية عهده وأول فتوحاته

حاول أمير دولة القرمان (علاء الدين) في أنقرة أن يعد جيشا مكونا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة. كما زوجه ابنته.

استولى على مدينة أدرنة واستغل موقعها الفريد بوقوعها على ثلاثة أنهر وتحصيناتها العسكرية وقربها من مجريات العمليات العسكرية بجعلها عاصمة لسلطنته فبنى فيها دور العلم والمساجد لتنشئة الجيل القادم من العسكريين والقضاة ورجال الدولة المهرة، وكانت أدرنة ثان أهم مدينة بيزنطية بعد القسطنطينية، ثم فتح فيلبة فصارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين واضطر إمبراطورها لدفع الجزية، وبعدها حاول الأمراء الأوروبيون الاستنجاد بالبابا وبملوك أوروبا الغربية ضد المسلمين فلبى البابا النداء وبعث لملوك أوروبا عامة يطالبهم بشن حملة صليبية جديدة ولكن ملك الصرب لم يتوقع الدعم السريع فاستنهض الأمراء المجاورين له وهم أمراء البوسنة والأفلاق (جنوبى رومانيا) وعدد من فرسان المجر واتجهوا نحو أدرنة أثناء انشغال السلطان مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى غير أن جيش العثمانيين أسرع للقائهم في هجوم ليلي مفاجئ وهزمهم هزيمة منكرة قرب نهر ماريتزا، وغرق أميرا الصرب في مياه النهر خلال فرارهما ونجا ملك المجر من الموت بأعجوبة، وكانت هذه المعركة حاسمة حيث ضمنت للإنكشارية لفتح مقدونيا.

قام السلطان مراد بتزويج ابنه بايزيد الأول من ابنة أمير كرميان لعقد نوع من الحلف بين الدولتين يستقوي به على أعدائه.

.

.

وفاته

قُتل أثناء تفقُّده ساحة معركة قوصوه يوم 19 جمادى الآخرة 791هـ، المُوافق فيه 15 يونيو 1389م. قتله أحد نبلاء الصرب يدعى ميلوش كابيلوفج بعد أن أدعى أنه يريد أشهار إسلامه على يد السلطان مراد وخبأ خنجره بداخل ملابسه وقام اليه وكأنه يريد تقبيل يده. وسدد ضربه في صدر السلطان.
0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
السلطان بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل، (ولد عام 1345 وتوفي 8 مارس 1403، رابع سلاطين الدولة العثمانية حكم بين عام 1389 و1402. اعتلى العرش بعد مقتل أبيه السلطان مراد الأول، ومباشرة قضى على أخيه يعقوب خنقًا ليمنعه من القيام بانقلاب عليه. لقب باسم يلدرم أي الصاعقة نظرًا لحركته السريعة بجيوشه وتنقله بين عدة جهات بمنتهى السرعة وخلفه أبنه السلطان محمد الأول جلبي.

.

.

نشأته

كان في غاية الشجاعة والحماسة للجهاد في سبيل الله غير أنه امتاز عمن سبقوه بسرعة الحركة وقوة الانقضاض على أعدائه حتى لقب بالصاعقة أو يلدرم باللغة التركية، وكان مجرد ذكر اسم يلدرم يوقع الرعب في نفوس الأوروبين عمومًا وأهل القسطنطينية خصوصاً. تولى بايزيد الحكم بعد استشهاد أبيه مراد الأول في معركة كوسوفو سنة 791 هـ.

.

.

فتوحاته

كانت منطقة الأناضول أو آسيا الصغرى دائماً هي منطقة الانطلاق لأى سلطان جديد، ذلك لأن هذه المنطقة منقسمة على نفسها لعدة إمارات صغيرة يحكمها أمراء متغلبون على رقاب المسلمين فيها، وقد سعى السلطان مراد الأول لتوحيد الأناضول بعدة وسائل، ولم يكد ينجح في ذلك حتى انفرط العقد مرة أخرى، ثار هؤلاء الأمراء على العثمانيين وسببوا لهم الكثير من المتاعب، وكانت ثوراتهم المتكررة سبباً لصرف جهود العثمانيين عن حرب أوروبا، مما جعل الأوروبيين يلتقطون أنفسهم ويشكلوا تحالفات صليبية متكررة لمحاربة العثمانيين، وفي سنة 793 هـ استطاع بايزيد أن يضم إمارات منتشا، آيدين وصاروخان دون قتال بناءاً على رغبة سكان هذه الإمارات، وقد لجأ حكام هذه الإمارات إلى إمارة اصفنديار، كما تنازل له أمير القرمان علاء الدين عن جزء من أملاكه بدلاً من ضياعها كلها، وقد أشتهر علاء الدين هذا بالغدر والخيانة وأخبار جرائمه أيام السلطان مراد الأول مشهورة، لذلك فلم يكن مستغرباً على هذا الرجل أن يثور مرة أخرى أيام بايزيد مستغلاً انشغاله بالجهاد في أوروبا حيث قام علاء الدين بالهجوم على الحاميات العثمانية وأسر كبار قادة العثمانيين واسترد بعض الأراضى، فعاد بايزيد بسرعته المعهودة وانقض كالصاعقة على علاء الدين وفرق شمله وضم إمارة القرمان كلها للدولة العثمانية وتبعتها إمارة سيواس وتوقات، ثم شق بايزيد طريقه إلى إمارة اصفنديار التي تحولت لملجأ للأمراء الفارين، وطلب بايزيد من أمير اصفنديار تسليم هؤلاء الثوار فأبى فانقض عليه بايزيد وضم بلاده إليه، والتجأ الأمير ومن معه إلى تيمورلنك.

.

.

غزوه لأوربا

.

.

بعدما فرغ بايزيد من ترتيب الشأن الداخلى والقضاء على ثورات الأناضول، اتجه إلى ناحية أوروبا وبدأ أولى خطواته هناك بإقامة حلف ودي مع الصرب، حيث أصبت صربيا بمنزلة الحاجز القوى بين الدولة العثمانية وإمبراطورية المجر التي كانت وقتها أقوى الممالك الأوروبية وتلقب بحامية الصليب، وكانت علاقة المجر والصرب متوترة،

عين بايزيد "اصطفان بن لازار" ملكًا على الصرب عام 792 هـ مقابل دفع جزية سنوية وتقديم عدد من المقاتلين ينضمون للجيوش العثمانية وقت الحرب، كما أن بايزيد تزوج "أوليفير" أخت أصطفان.

كان بايزيد يهدف من محالفته للصرب إلى التفرغ للوسط الأوروبي والقسطنطينية لذلك فقد قام بتوجيه ضربة خاطفة إلى بلغاريا وفتحها سنة 797 هـ، وأصبحت بلغاريا من وقتها إمارة تابعة للدولة العثمانية، وفرض بايزيد على إمبراطور بيزنطة مانويل عدة شروط منها :

إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاة مسلمين بها للفصل في شؤون الرعية المسلمة بها.

بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان بايزيد في خطبة الجمعة.

تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها.

زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية.

.

.

معركة نيقوبولس

.

.

كان سقوط بلغاريا وقبول مانويل للشروط السابقة بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة العثمانيين، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات مثل: ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، إسكتلندا، سويسرا وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. تحركت الحملة الصليبية سنة 800 هجرية، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً، ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغروراً لايستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة، وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، فسيجسموند يؤثر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى سيجسموند وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبولس في شمال البلقان.

لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل، أسفرت معركة نيكوبوليس عن نصر للعثمانيين كان له الأثر العميق في العالم الإسلامي، ووقعت بشارة الفتح في كل مكان مسلم، وأرسل بايزيد إلى كبار حكام العالم الإسلامي يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر، وأرسل بايزيد إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب سلطان الروم الذي اتخذه بايزيد دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة.

قد اقسم السلطان بايزيد علي انه لن يتراجع عن غزو أوروبا قبل أن يطعم فرسه الشعير في مذبح القديس بطرس في الفاتيكان... كاد ان يفعل ذلك لولا هجوم تيمور لنك علي مملكته من الشرق

وانتقل إلى الأناضول عام 793 هـ، فضم إمارة "منتشا" وإمارة "آيدين" وإمارة "صاروخان" دون قتال. تنازل له أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه كى يبقى له الجزء الباقى كما فتح مدينة الأشهر وهي آخر مدينة كانت باقية للروم في غرب بلاد الأناضول. حاصر القسطنطينية عام 794 هـ وتركها محاصرة واتجه بجيش إلى الأفلاق (جنوب رومانيا) وعقد معاهدة مع حاكمها تقضى بسيادة العثمانيين وبدفع جزية سنوية إلى السلطان. تمرد عليه أمير دولة القرمان علاء الدين فواجهه وهزمه وأخذه وولديه أسرى.

.

.

معركة أنقرة

.

.

هزم بايزيد الأول أمام جيش تيمورلنك في معركة أنقرة يوم 19 ذو الحجة 804 هـ وأسر هو وولده موسى وحاول الفرار من الأسر ثلاث مرات وفشل فيها كلها، وتوفى في الأسر في 15 شعبان عام 805 هـ وسمح تيمورلنك بنقل جثمانه ليدفن في بورصة، وجاءت وفاته إيذانًا ببدء ما عرف لاحقًا باسم عهد الفترة الذي شهد حربًا أهلية بين أبنائه الأربعة على عرش السلطنة.

 السلطان محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ( 1390 - 26 مايو 1421 ) هو السلطان الخامس للدولة العثمانية والملقب بالجلاد. خلف أباه في السلطنة بعد أسره بيد تيمورلنك في وقعة (أنقرة) ووفاته سنة 805 / هـ. نازعه الملك إخوته: سليمان وموسى وعيسى، وكل منهم يدعي التقدم عليه في السلطنة وتمكن من التغلب عليهم وقتلهم. كانت مدة سلطنته التي دامت 19 سنة(1402 - 1421 ) حروبًا داخلية لإرجاع الإمارات السلجوقية التي استقلت في عهد الفترة الذي أعقب موت السلطان بايزيد الأول في الأسر، وكان السلطان بايزيد قد استولى عليها وألحقها بالدولة العثمانية. أنشأ أسطولاً بحريًا قويًا انتقى بحارته من أهل جنوه وكريت، ونقل كرسي المملكة من بورصة إلى أدرنه. كان محباً للشعر والأدب، شهماً محباً للعدل وأطلق عليه رعاياه لقب (جلبي) أي النبيل.

انتصر على أمير القرمان وعفا عنه، فعاد لقتاله فأسره مرة أخرى ثم عفا عنه، وفعل ذلك مع أمير أزمير فكان رحيمًا معهما على عكس ما كان مع إخوانه. ظهر الأمير مصطفى بن بايزيد أخو السلطان محمد والذي اختفى بعد معركة أنقرة وطالب أخاه بالحكم وسار عليه بجيش ولكن هزم ففر إلى سالونيك فطالب السلطان بتسليمه فأبى الإمبراطور ووعد بإبقائه تحت الإقامة الجبرية مادام السلطان على قيد الحياة فوافق السلطان وجعل لأخيه راتبًا شهريًا. توفى عام (824هـ) بعد أن أوصى لابنه مراد من بعده، وكان في أماسيا يوم وفاة أبيه وكتم خبر وفاة السلطان حتى وصل مراد لأدرنه بعد واحد وأربعين يومًا. ودفن السلطان محمد جلبى في بورصة وخلفه ابنه السلطان مراد الثاني.

 السلطان مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو سادس السلاطين العثمانيين، عاش بين عامي ( يونيو 1404م - 3 فبراير 1451م)، أحب العربية فيعد أول من تعلم ومارس فن الخط العربي من سلاطين العثمانيين، كما أنه كان ينظم الشعر ويتقنه.

.

.

فتره حكمه

تولى السلطنة بعد وفاة أبيه عام 824 هـ وكان عمره لايزيد على 18 عاما ( 1421 - 1444 ) و (1446 - 1451 ). فترة حكمه تميزت بحروب طويلة الأمد مع مسيحيي البلقان والإمارات التركية في الأناضول . أراد مراد أن يعيد توحيد أملاك السلطنة في الأناضول والتي كان تيمورلنك قد سلخها عن الدولة العثمانية ، حتى يستطيع التفرغ للتوسع في أوروبا كما كان الحال في عهد السلطان بايزيد الأول.

لكن أعداءه لم تمهله ذلك ، حيث قام إمبرطور القسطنطينية بتهديده بإطلاق سراح عمه مصطفى إن لم تعقد السلطنة معه هدنة ، فلم يستجب له مراد ، فتم إطلاق مصطفى مع قوة بيزنطية ، كان نتيجية ذلك انشقاق عدد من قوات السلطنة و انقلابها على مراد لصالح عمه ، لكن مراد تمكن من النيل من عمه وإنهاء الثورة ، كما أن قمع ثورة داخلية أخرى كان قد تزعمها أحد إخوته ، و من ثم استمر بمحاولاته لتوحيد الأراضي الأسيوية المنسلخة حتى تم له ما أراد.

خاض السلطان مراد حروبا طويلة في البلقان ضد مملكة الصرب و ألبانيا و الفلاخ (جزء من رومانيا حاليا) بالإضافة إلى هنغاريا ، و استمر النصر حليفه حتى قابل قائد القوات المجري (الهنغاري) المدعو إيوان دي هونيدوارا ، و الذي أنزل هزائما عديدة بجيوش السلطنة العثمانية مجبرا مراد الثاني على القبول بالصلح.

.

.

تخليه عن الحكم

سئم مراد الثاني مسؤلية الحكم و اراد أن يتفرغ للعبادة ، فتنازل عن الملك لابنه محمد الثاني ( محمد الفاتح ) بغية التفرغ للعبادة ، و لم يكن ابنه قد تجاوز الرابعة عشرة من العمر.

إيوان دي هونيدوارا

لم يلبث السلطان مراد أن عاد إثر نقض ملك المجر للصلح المبرم مع العثمانيين بتحريض من مندوب البابا الذي أفتى أن عدم رعاية الميثاق مع المسلمين لا يعد خيانة ، مما دفع السلطان مراد بالسير على رأس جيشه إلى البلقان مجددا ، فانتهت معاركه العديدة مع المجريين بمقتل ملك المجر وتقهقر إيوان دي هونيدوار

.

.

تخليه عن الحكم للمرة الثانية

عاد مراد للعزلة مرة أخرى لكن ثورة إسكندر بك (أحد أمراء ألبانيا الذي كما يبدو كان قد تظاهر بالإسلام) أعادته للواجهة مرة أخرى ، حيث استغل هذا الثائر صغر سن محمد الثاني ليشق الصف العثماني مستعملا بعض الانكشارية والجند التي أيدته . تراجع إسكندر بك إلى ألبانيا حيث أراد أن يستقل عن أملاك السلطنة ، و ناصره معه عدد من أشراف البلاد ، و خلاصة الأمر أن اسكندر بك استطاع أن يحتفظ بأراض واسعة من ألبانيا ،

توفي السلطان مراد قبل أن يمهله القدر لإنهاء هذا الأمر ، و لكن جهوده في إعادة توحيد الولايات العثمانية و توطيد الأمن على الحدود الأوروبية كانت العتبة التي صعد عليها ابنه محمد ليفتح القسطنطينية و يسيطر على ما تبقى من الأراضي البلقانية ، و يذكر المؤرخون أن مراد الثاني كان أول من استعمل سلاح المدفعية في التاريخ العسكري العثماني وخلفه ابنه السلطان محمد الفاتح .
0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
السلطان محمد الفتح سابع السلاطين العثمانيه ولد عام 1429 وتوفى عام 1481وهو ذات اللفظ الذي كان الأوربيون يلفظون به اسم نبي الإسلام يلقب بالفاتح وابو الفتوح و ابو الخيرات وبعد فتح القسطنطينيةأضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه. حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للخلافة الإسلامية.يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة

تابع السلطان محمد فتوحاته في آسيا، فوحّد ممالك الأناضول، وتوغّل في أوروبا حتى بلغراد. من أبرز أعماله الإدارية دمجه للإدارات البيزنطية القديمة في جسم الدولة العثمانية المتوسعة آنذاك. كان محمد الثاني عالي الثقافة ومحبًا للعلم والعلماء، وقد تكلّم عدداً من اللغات إلى جانب اللغة التركية، وهي: الفرنسية، اللاتينية، اليونانية، الصربية، الفارسية، العربية، والعبرية.

.

.

إخبار نبي الإسلام عنه

يؤمن المسلمون بأن النبي محمد بن عبد الله تحدث عن أمير من أفضل أمراء العالم، وأنه هو من سيفتح القسطنطينية ويُدخلها ضمن الدولة الإسلامية، فقد ورد في مسند أحمد بن حنبل في الحديث رقم 18189:

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ

مولده ونشأته

وُلد محمد الثاني، للسلطان "مراد الثاني" و"هما خاتون" فجر يوم الأحد بتاريخ 20 أبريل، 1429 م، الموافق في 26 رجب سنة 833 هـ في مدينة أدرنة، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك. عندما بلغ محمد الثاني ربيعه الحادي عشر أرسله والده السلطان إلى أماسيا ليكون حاكمًا عليها وليكتسب شيءًا من الخبرة اللازمة لحكم الدولة، كما كانت عليه عادة الحكّام العثمانيين قبل ذلك العهد. فمارس محمد الأعمال السلطانية في حياة أبيه، ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية، بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفةوخلال الفترة التي قضاها حاكماً على أماسيا، كان السلطان مراد الثاني قد أرسل إليه عددًا من المعلمين لكنه لم يمتثل لأمرهم، ولم يقرأ شيئاً، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم، الأمر الذي كان يُعد ذا أهمية كبرى، فطلب السلطان المذكور، رجلاً له مهابةٌ وحدّة، فذكر له المولى "أحمد بن إسماعيل الكوراني"، فجعله معلمًا لولده وأعطاه قضيبًا يضربه به إذا خالف أمره، فذهب إليه، ودخل عليه والقضيب بيده، فقال: "أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري"، فضحك السلطان محمد الثاني من ذلك الكلام، فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربًا شديدًا، حتى خاف منه السلطان محمد، وختم القرآن في مدة يسيرة

هذه التربية الإسلامية كان لها الأثر الأكبر في تكوين شخصية محمد الفاتح، فجعلته مسلمًا مؤمنًا ملتزمًا بحدود الشريعة، مقيدًا بالأوامر والنواهي، معظمًا لها ومدافعًا عن إجراءات تطبيقها، فتأثر بالعلماء الربانيين، وبشكل خاص معلمه المولى "الكوراني" وانتهج منهجهم وبرز دور الشيخ "آق شمس الدين" في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما: مضاعفة حركة الجهاد العثمانية، والإيحاء دومًا لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي، لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث نبي الإسلام

.

.

اعتلاؤه العرش للمرة الأولى وتنازله عنه

ي 13 يوليو سنة 1444 م، الموافق 26 ربيع الأول سنة 848 هـ، أبرم السلطان مراد الثاني معاهدة سلام مع إمارة قرمان بالأناضول، وعقب ذلك توفي أكبر أولاد السلطان واسمه علاء الدين، فحزن عليه والده حزنًا شديدًا وسئم الحياة فتنازل عن الملك لابنه محمد البالغ من العمر أربع عشرة سنة، وسافر إلى ولاية أيدين للإقامة بعيدًا عن هموم الدنيا وغمومها. لكنه لم يمكث في خلوته بضعة أشهر حتى أتاه خبر غدر المجر وإغارتهم على بلاد البلغار غير مراعين شروط الهدنة اعتمادًا على تغرير الكاردينال "سيزاريني"، مندوب البابا، وإفهامه لملك المجر أن عدم رعاية الذمة والعهود مع المسلمين لا تُعد حنثًا ولا نقضًا

وكان السلطان محمد الثاني قد كتب إلى والده يطلب منه العودة ليتربع على عرش السلطنة تحسبًا لوقوع معركة مع المجر، إلا أن مراد رفض هذا الطلب. فرد محمد الثاني الفاتح : «إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورياسة دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني آمرك بقيادة الجيش». وبناءً على هذه الرسالة، عاد السلطان مراد الثاني وقاد الجيش العثماني في معركة فارنا، التي كان فيها النصر الحاسم للمسلمين بتاريخ 10 نوفمبر سنة 1444 م، الموافق في 28 رجب سنة 848 هـ.

لم تطل إقامته أكثر من ثلاثة أشهر إذ اضطر للعودة إلى أدرنة قاعدة الدولة حيث استصغر قادة الجيش العثمانيين من الانكشارية السلطان الصغير، إذ عصوا أمره، ونهبوا المدينة، ووصل السلطان فأدب القادة وأشغلهم بالقتال في بلاد اليونان

يُقال بأن عودة السلطان مراد الثاني إلى الحكم كان سببها أيضًا الضغط الذي مارسه عليه الصدر الأعظم "خليل جندرلي باشا"، الذي لم يكن مولعًا بحكم محمد الثاني، بما أن الأخير كان متأثرًا بمعلمه المولى "الكوراني" ويتخذ منه قدوة، وكان الكوراني على خلاف مع الباشا.

اعتلاؤه العرش للمرة الثانية وفتح القسطنطينية

اد السلطان مراد الثاني إلى أدرنة، عاصمة ممالكه ليُجهز جيوشًا جديدة كافية لقمع الثائر على الدولة، "اسكندر بك"، لكنه توفي في يوم 7 فبراير سنة 1451، الموافق في 5 محرم سنة 855هـ. وما أن وصلت أنباء وفاة السلطان إلى ابنه محمد الثاني، حتى ركب فوراً وعاد إلى أدرنة حيث توّج سلطانا للمرة الثانية في 19 فبراير من نفس العام وأقام جنازة لوالده الراحل وأمر بنقل الجثمان إلى مدينة بورصة لدفنه بها وأمر بإرجاع الأميرة "مارا" الصربية إلى والدها، أمير الصرب المدعو "جورج برنكوفيتش"، الذي زوّجها للسلطان مراد الثاني عندما أبرم معه معاهدة سلام قرابة عام 1428

عندما تولى محمد الثاني الملك بعد أبيه لم يكن بآسيا الصغرى خارجًا عن سلطانه إلا جزء من بلاد القرمان ومدينة "سينوب" ومملكة طرابزون الروميّة. وصارت مملكة الروم الشرقية قاصرة على مدينة القسطنطينية وضواحيها. وكان إقليم "موره" مجزءاً بين البنادقة وعدّة إمارات صغيرة يحكمها بعض أعيان الروم أو الإفرنج الذين تخلفوا عن إخوانهم بعد انتهاء الحروب الصليبية، وبلاد الأرنؤد وإيبيروس في حمى إسكندر بك سالف الذكر، وبلاد البشناق المستقلة، والصرب التابعة للدولة العثمانية تبعية سيادية، وما بقي من شبه جزيرة البلقان كان داخلاً تحت سلطة الدولة كذلك

.

.

الإعداد للفتح

أخذ السلطان محمد الثاني، بعد وفاة والده، يستعد لتتميم فتح ما بقي من بلاد البلقان ومدينة القسطنطينية حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق، فبذل بداية الأمر جهودًا عظيمة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون جندي، وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للغزو الكبير المنتظر، كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًا قويًا وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء النبي محمد على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائمهم

أراد السلطان، قبل أن يتعرض لفتح القسطنطينية أن يُحصّن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون، وذلك بأن يُقيم قلعة على شاطئ المضيق في أضيق نقطة من الجانب الأوروبي منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيويولمّا بلغ إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيرًا يعرض عليه دفع الجزية التي يُقررها، فرفض الفاتح طلبه وأصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 مترًا، وأطلق عليها اسم "قلعة روملي حصار" (بالتركية: Rumeli Hisarı)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660 مترًا، تتحكمان في عبور السفن من شرقي البوسفور إلى غربه وتستطيع نيران مدافعهما منع أية سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.[34] كما فرض السلطان رسومًا على كل سفينة تمر في مجال المدافع العثمانية المنصوبة في القلعة، وكان أن رفضت إحدى سفن البندقية أن تتوقف بعد أن أعطى العثمانيون لها عدداً من الإشارات، فتمّ إغراقها بطلقة مدفعية واحدة فقط.

مدفع سلطاني عثماني مماثل للمدفع الذي استخدم عند حصار القسطنطينية. تمّ صب هذا المدفع عام 1464، وهو الآن موجود في متحف الترسانة الملكية البريطانية.

اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتمامًا خاصًا منه حيث أحضر مهندسًا مجريًا يدعى "أوربان" كان بارعًا في صناعة المدافع، فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية. تمكن هذا المهندس من تصميم وتصنيع العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها "المدفع السلطاني" المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.

ويُضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذُكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة،[37] بينما قال آخرون أن هذا الرقم مبالغ فيه وأن عدد السفن كان أقل من ذلك، حيث بلغت مائة وثمانين سفينة في الواقع.

.

.
بواسطة (1.1مليون نقاط)
الهجوم والغزو
سعى السلطان، بعد كل هذه الاستعدادات، في إيجاد سبب لفتح باب الحرب، ولم يلبث أن وجد هذا السبب بتعدي الجنود العثمانيين على بعض قرى الروم ودفاع هؤلاء عن أنفسهم، حيث قُتل البعض من الفريقين عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية، في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 6 أبريل، 1453 م، الموافق 26 ربيع الأول، 857 هـ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي أي ربع مليون فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عز للإسلام والمسلمين، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء
وبهذا ضرب السلطان الحصار على المدينة بجنوده من ناحية البر، وبأسطوله من ناحية البحر، وأقام حول المدينة أربع عشرة بطارية مدفعية وضع بها المدافع الجسيمة التي صنعها "أوربان" والتي قيل بأنها كانت تقذف كرات من الحجارة زنة كل واحدة منها اثنا عشر قنطارًا إلى مسافة ميل، إلا أن المؤرخين المعاصرين يقولون أن هذا الرقم مبالغ فيه بوضوح، فإنه ولو وُجد في ذلك الزمان آلة تستطيع أن تقذف هذا الوزن الكبير، فإنه لا يوجد أناس قادرين على رفع هذا الوزن ليضعوه في المدفع، فالقنطار يساوي 250 كيلوغراما، فوزن القذيفة على هذا الاعتبار يكون 3000 كيلوغراما، وبالتالي فلعلّ المقصود كان 12 رطلا وليس قنطاراوفي أثناء الحصار اكتُشف قبر "أبي أيوب الأنصاري" الذي استشهد حين حاصر القسطنطينية في سنة 52 هـ في خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي

خريطة تُظهر سور القسطنطينية وميناءها.

السلطان محمد الثاني يُشرف على جرّ السفن برًا إلى داخل مضيق القرن الذهبي.
وفي هذا الوقت كان البيزنطيين قد قاموا بسد مداخل ميناء القسطنطينية بسلاسل حديدية غليظة حالت بين السفن العثمانية والوصول إلى القرن الذهبي، بل دمرت كل سفينة حاولت الدنو والاقتراب إلا أن الأسطول العثماني نجح على الرغم من ذلك في الاستيلاء على جزر الأمراء في بحر مرمرة استنجد الإمبراطور قسطنطين، آخر ملوك الروم، بأوروبا، فلبّى طلبه أهالي جنوة وأرسلوا له إمدادات مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي "جوستنياني" يُرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية متعددة، فأتى هذا القائد بمراكبه وأراد الدخول إلى ميناء القسطنطينية، فاعترضته السفن العثمانية ونشبت بينهما معركة هائلة في يوم 21 أبريل، 1453 م، الموافق يوم 11 ربيع الثاني، 857 هـ، انتهت بفوز جوستنياني ودخوله الميناء بعد أن رفع المحاصرون السلاسل الحديدية ثم أعادوها بعد مرور السفن الأوروبية كما كانت حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلاسل الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية، فارتفعت بهذا الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.[48] بعد هذا الأمر، أخذ السلطان يُفكر في طريقة لدخول مراكبه إلى الميناء لإتمام الحصار برّاً وبحراً، فخطر بباله فكر غريب، وهو أن ينقل المراكب على البر ليجتازوا السلاسل الموضوعة لمنعها، وتمّ هذا الأمر المستغرب بأن مهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتي بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرهاوبهذه الكيفية أمكن نقل نحو سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من البيزنطيين

قسطنطين الحادي عشر، آخر أباطرة الدولة البيزنطية، حكم في الفترة الممتدة من 6 يناير 1449 إلى 29 مايو 1453.

السلطان محمد الثاني يدخل إلى القسطنطينية، بريشة "فوستو زونارو".
استيقظ أهل المدينة صباح يوم 22 أبريل وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين ولقد عبّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال: «ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر» أيقن المحاصرون عند هذا أن لا مناص من نصر العثمانيين عليهم، لكن لم تخمد عزائمهم بل ازدادوا إقداماً وصمموا على الدفاع عن مدينتهم حتى الممات. وفي يوم 24 مايو سنة 1453م، الموافق 15 جمادى الأولى سنة 857هـ، أرسل السلطان محمد إلى الإمبراطور قسطنطين رسالة دعاه فيها إلى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى حيث يشاؤون بأمان وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى وأعطاهم الخيار بالبقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور إلى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه أو يُدفن تحت أسوارها، فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: «حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر»
عند الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء 29 مايو، 1453م، الموافق 20 جمادى الأولى سنة 857 هـ بدأ الهجوم العام على المدينة، فهجم مائة وخمسون ألف جندي وتسلقوا الأسوار حتى دخلوا المدينة من كل فج وأعملوا السيف فيمن عارضهم واحتلوا المدينة شيءًا فشيئًا إلى أن سقطت بأيديهم، بعد 53 يومًا من الحصار أما الإمبراطور قسطنطين فقاتل حتى مات في الدفاع عن وطنه كما وعد، ولم يهرب أو يتخاذل[56] ثم دخل السلطان المدينة عند الظهر فوجد الجنود مشتغلة بالسلب والنهب، فأصدر أمره بمنع كل اعتداء، فساد الأمن حالاً. ثم توجه إلى كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف المسيحيون داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بأن يؤذن في الكنيسة بالصلاة إعلانًا بجعلها مسجدًا. وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع. ثم قام بجمع رجال الدين المسيحيين لينتخبوا بطريركًا لهم، فاختاروا "جورجيوس كورتيسيوس سكولاريوس" (باليونانية:Γεώργιος Κουρτέσιος Σχολάριος)، وأعطاهم نصف الكنائس الموجودة في المدينة، أما النصف الأخر فجعله جوامع للمسلمين وبتمام فتح المدينة، نقل السلطان محمد مركز العاصمة إليها، وسُميت "إسلامبول"، أي "تخت الإسلام" أو "مدينة الإسلام"
0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
السلطان بيازيد الثانى بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل ثامن السلاطين العثمانيين، عاش بين عامي ( 3 ديسمبر 1447 - 26 مايو 1512)، وتقلد الحكم منذ عام (1481 - 1512)، عرف عنه أنه كان يؤلف الشعر، ويؤلف الموسيقى ويتقن فن الخط العربي.

ولد بايزيد في القرن التاسع الهجري، وكان أكبر أولاد أبيه السلطان محمد الفاتح حكم في عهد أبيه مقاطعة أماسيا. تولى السلطنة بعد أبيه بعد أن نازعه أخوه جم عليها. حصلت خلافات في عهده بين دولته والدولة المملوكية وتحاربت الدولتان حربا تم إبرام صلح بعدها.

وصلت الغزوات في عهده لدولة البندقية التي انتصر عليها، فاستنجدت بملك فرنسا والبابا، فقامت حروب صليبية بين الطرفين. ظهرت في عهده دولة روسيا سنة 886 هـ وأرسلت له سفيرها عام 897 هـ. أجبر من قبل الانكشارية في آخر حياته على التنازل عن الحكم لابنه سليم الأول سنة 918 هـ وهي نفس السنة التي توفي فيها وخلفه ابنه السلطان سليم الأول.

 السلطان سليم الثانى تاسع سلاطين الدوله العثمانيه العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعون، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. حكم الدولة العثمانية من سنة 1512 حتى سنة 1520. يُلقب "بالقاطع" أو "الشجاع" عند الأتراك نظرًا لشجاعته وتصميمه في ساحة المعركة، ويُعرف بالغرب بأسماء سلبية، فعند الإنگليز مثلا سمي "سليم العابس" (بالإنگليزية: Selim the Grim)، نظرًا لما يقوله بعض المؤرخين بأنه كان دائمًا متجهم الوجه. وعند الفرنسيين عرف باسم سليم الرهيب (بالفرنسية: Selim le terrible).

وصل سليم إلى تخت السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم. وفي عهده ظهرت السلالة الصفوية الشيعية في إيران وأذربيجان، ونشبت بينها وبين العثمانيين حرب ضروس انتصر فيها السلطان سليم، ومن ثمّ حوّل أنظاره نحو السلطنة المملوكية فغزا أراضيها وقضى عليها نهائيًا بعد أن استمرت 267 سنة.

يتميز عهد السلطان سليم الأول عما سبقه من العهود بأن الفتوحات تحولّت في أيامه من الغرب الأوروبي إلى الشرق العربي حيث اتسعت رقعة الدولة اتساعًا كبيرًا لشملها بلاد الشام والعراق والحجاز وتهامة ومصر، حتى بلغت مساحة أراضيها حوالي مليار فدّان يوم وفاته. وكان من نتيجة فتوحات السلطان سليم أن ازدهرت الدولة العثمانية في أيام خليفته، "سليمان الأوّل"، بعد أن أصبحت إحدى أهم دروب التجارة البريّة: طريق الحرير ودرب التوابل، تمر في أراضي الدولة، ولاكتسابها عدد من المرافئ المهمة في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر

.

.

العصيان على السلطان وتنازله عن المُلك

في أواخر عهد السلطان بايزيد أضرم أولاده نار الحروب الداخلية لأسباب متعددة، ولم تخمد إلا بعد وفاته. فقد أقدم السلطان على تعيين الأمير سليمان بن ابنه سليم واليًا على "كافا" من بلاد القرم، فلم يرض سليم بهذا التعيين، بل ترك مقر ولايته وسافر إلى كافا بالقرم، وأرسل إلى أبيه يطلب منه تعيينه في إحدى ولايات أوروبا، فلم يقبل السلطان بل أصرّ على بقائه بطرابزون. وفي ذات الوقت خشي "أحمد" أكبر أولاد السلطان من أن سليمًا يسعى إلى العرش، فاغتنم مسألة انتصاره حديثًا على جيش مكوّن من تحالف تركماني-صفوي في آسيا الصغرى، وسار إلى القسطنطينية على رأس جنوده ليستعرض مقدرته العسكرية أمام والده وأشقاءه على حد سواء وما أن علم سليم بفعل أخيه حتى أثار فتنة في تراقيا وعصى والده جهارًا، وسار بجيش جمعه من قبائل التتار إلى بلاد الروملّي، فأرسل والده جيشًا لإرهابه، لكنه لمّا وجد من ابنه التصميم على المحاربة وعدم ارتداعه، قبل تعيينه بأوروبا حقنًا للدماء، وعينه واليًا على مدينتيّ "سمندريه" و"ڤيدن" في الصرب، ورفض السماح لابنه الآخر "أحمد" بالدخول إلى العاصمة خوفًا من أن يُقدم الأخير على خلعه أو قتله ليتولى مقاليد السلطنة.

ولمّا وصل إلى "كركود" خبر نجاح أخيه سليم في مسعاه، انتقل إلى ولاية صاروخان واستلم إدارتها بدون أمر أبيه ليكون قريبًا من القسطنطينية عند الحاجة وفي ذلك الوقت كان السلطان بايزيد قد دعا ديوانه للانعقاد والتشاور في مسألة تنصيب أحد الأمراء خلفًا له، فاستقر الرأي على تنصيب الأمير "أحمد" سلطانًا، فغضب سليم ما أن وصله الخبر، وأعلن الثورة على والده، فسار إلى مدينة أدرنة واستولى عليها وأعلن نفسه سلطانًا،فأرسل والده إليه جيشًا قوامه 40,000 رجل فهزمه في الثالث من أغسطس سنة 1511 وألجأه إلى الفرار ببلاد القرم. وأرسل جيشًا آخر لمحاربة "كركود" بآسيا الصغرى، فهزمه أيضًا وفرّق جيشه، ثم كتب إلى "أحمد" يطلب منه المجيء إلى القسطنطينية فورًا وتولّي مقاليد الحكم، فدخل المدينة في اليوم التالي وأًعلن سلطانًا، ويُقال أن من أشاد بضرورة تنصيب "أحمد" على العرش كان الصدر الأعظم "علي باشا"، الذي لم يؤمن بأحقية سليم أو كركود في خلافة بايزيد

تنصيب سليم الأوّل سلطانًا.

ثار الإنكشارية في المدينة بعد أن تمّ تنصيب الأمير أحمد على العرش العثماني، ورفضوا الاعتراف به حاكمًا عليهم وطالبوا السلطان بايزيد بالعفو عن ابنه سليم وإعادته إلى ولاية سمندرية لشدة تعلقهم به، واعتقادهم بأنه هو الوحيد المؤهل لدرء الخطر الصفوي عن الدولة العثمانية، لا سيما وأن شاه الصفويين، "إسماعيل الأول بن حيدر"، كان يناصر الأمير أحمد في نضاله للوصول إلى سدّة الحكم فخاف الإنكشارية من أن يبدأ الصفويين بالتدخل في الشؤون التركية وينشروا المذهب الشيعي في البلاد كما فعلوا في إيران وأذربيجان، وكان سليمًا يشاطرهم هذا الخوف ويحمل كرهًا شديدًا للشاه بفعل دعمه لأخيه. وبناءً على إلحاح الإنكشارية، عفا السلطان عن ابنه سليم وسمح له بالعودة إلى ولايته، وفي أثناء توجهه إليها قابله الإنكشارية وأتوا به إلى القسطنطينية باحتفال زائد وساروا به إلى سراي السلطان وطلبوا منه التنازل عن المُلك لولده المذكور، فقبل وتنحّى عن العرش في يوم 25 أبريل سنة 1512م، الموافق في 8 صفر سنة 918هـ، وتولّى سليم مقاليد الحكم رسميًا في الثالث والعشرين من مايو من نفس السنة

وبعد أن تنازل بايزيد عن الحكم، سافر للإقامة ببلدة "ديموتيقا"، فتوفي في الطريق يوم 26 مايو سنة 1512م، الموافق في 10 ربيع الأول سنة 918هـ، ويدعي بعض المؤرخين أن سليم دس إليه السم خوفًا من رجوعه إلى منصة المُلك، بينما جاء في رسالة بعث بها الأمير أحمد إلى سلطان المماليك أن والده توفي لأسباب طبيعية بهذه العقلية العسكرية والتسلط غير المحدود الذي تمتع به سليم الأول، استطاع أن يصل إلى تخت السلطنة، رغم ما وُضع في وجهه من عوائق.

.

.

اعتلاؤه العرش ومحاربة إخوته

أقدم سليم بعد أن تُوّج سلطانًا على توزيع المكافآت على الإنكشارية كما جرت العادة قبل عهده، وزاد من ضرورتها في أيامه أنه لم يكن ليتربع على العرش لولا مساعي هؤلاء وضغطهم على والده وما أن تولّى سليم مقاليد الحكم حتى أعلن أخاه أحمد العصيان ورفضه الخضوع له، ونصب نفسه حاكمًا على أنقرة، وأرسل ابنه "علاء الدين" فاحتل مدينة بورصة في 19 يونيو سنة 1512، وراسل الوزير "مصطفى باشا" يخبره عن عزمه توطيد نفوذه وخلع أخيه ووعده بمنصب كبير إن نقل إليه جميع تحركات سليم ونواياه

وكان السلطان سليم قد عقد العزم على القضاء على إخوته وأولاد إخوته حتى يهدأ باله بداخليته ولا يبقى له منازعٌ في المُلك، فعيّن ابنه سليمان حاكمًا للقسطنطينية، وسافر بجيوشه إلى آسيا الصغرى، فاقتفى أثر أخيه أحمد إلى أنقرة، ولم يتمكن من القبض عليه لوصول خبر قدومه إليه عن طريق الوزير "مصطفى باشا". لكن علم السلطان بهذه الخيانة فقتل الوزير شر قتلة جزاءً له وعبرة لغيره، ثم ذهب إلى بورصة حيث قبض على خمسة من أولاد إخوته بما فيهم "علاء الدين" سالف الذكر، وأمر بقتلهم جميعًا

وبعدها توجّه بسرعة إلى صاروخان مقر أخيه "كركود" ففر منه إلى الجبال، وبعد البحث عنه عدّة أسابيع قُبض عليه وقُتل أما أحمد فجمع جيشًا من محازبيه وقاتل الجنود العثمانية، فانهزم وقُتل بالقرب من مدينة يكي شهر في يوم 24 أبريل سنة 1513م، الموافق في 17 صفر سنة 919هـ

وبهذا استفرد سليم بالحكم واطمأن خاطره من جهة داخليته، فعاد إلى مدينة أدرنة حيث كان بانتظاره سفراء من قبل جمهورية البندقية ومملكة المجر ودوقيّة موسكو والسلطنة المملوكيّة، فأبرم مع جميعهم هدنة لمدة طويلة بما أن مطامعه كانت متجهة إلى بلاد فارس التي كانت أخذت في النموّ والاتساع في عصر ملكها، الشاه "إسماعيل الأوّل بن حيدر الصفوي"

.

.

فتح الشام

خذ السلطان سليم بالاستعداد لمحاربة المماليك بكل ما أوتي من قوّة بعد أن تغلّب على أمير سلالة ذي القدر، ولما عرف سلطان المماليك بتأهب سلطان آل عثمان لمحاربته، أرسل إليه رسولاً يعرض عليه أن يتوسط بينه وبين الفرس لإبرام الصلح، فلم يقبل سليم بهذا الأمر بل طرد السفير بعد أن أهانه،[68] فلم يجد السلطان "قنصوه الغوري" بدًا من الحرب، فسار إلى مدينة حلب على رأس جيش كبير لكي يكون على استعداد لكل هجوم قد يشنه العثمانيون على الشام. ولم يكد السلطان سليم يعلم باحتشاد المماليك عند حلب حتى عقد ديوانه في القسطنطينية لمشاورته في الأمر، فقرّر الديوان إعلان الحرب على المماليك بعد أن يوفد إليهم سفراء يفاوضونهم في الدخول في طاعة السلطان سليم.[62] وارتكب قنصوه الغوري غلطة سياسية كبيرة عندما أغلط معاملة السفراء العثمانيين وأهانهم ردًا على ما فعله سليم مع سفيره، فلم يكن بُدّ من نشوب الحرب بينه وبين السلطان سليم. وبعد هذه الحادثة، سار السلطان سليم بجيشه إلى بلاد الشام قاصدًا مصر ومدينة القاهرة، مقر السلاطين المماليك.[68]

السلطان سليم الأوّل يخوض المعركة على صهوة جواده.

واتصل السلطان الغوري بنائب دمشق من قبل المماليك، "جان بردي الغزالي"، وطلب منه أن يجمع الجيوش في لبنان وسوريا ويسير لملاقاته في حلب، فطلب الغزالي بدوره من أمراء لبنان، وعلى رأسهم "فخر الدين المعني الأوّل"، أمير الشوف، أن يجمعوا قواتهم ويحضروا إليه. نزل فخر الدين الأول وباقي الأمراء عند رغبة الغزالي، ومشوا إليه على رأس قوّة من الجنود اللبنانيين] تقابل الجيشان، العثماني والمملوكي، بالقرب من مدينة حلب في واد يُقال له "مرج دابق" وهناك نشبت المعركة الحاسمة بين الفريقين التي قررت مصير سوريا كلها، وأبدى المماليك في هذه المعركة ضروبًا من الشجاعة والبسالة، وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين، وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر السلطان سليم في التقهقر، وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، حيث انقلب الغزالي على المماليك، وانضم هو وفخر الدين المعني الأوّل إلى قوّات السلطان سليم، فقاتلا معه. وبذلك رجحت كفّة العثمانيين على كفّة قنصوه الغوري وكان لسلاح المدفعيّة الذي عززه العثمانيين وأهمله المماليك كبير الأثر في نصر العثمانيينوقُتل السلطان الغوري أثناء انسحاب المماليك وسنّه ثمانون سنة، وكان ذلك يوم الأحد في 24 أغسطس سنة 1516م، الموافق في 25 رجب سنة 922هـ.

الأمير فخر الدين المعني الأوّل يلقي خطابه بين يديّ السلطان سليم في دمشق.

وبعد هذه الموقعة احتل السلطان سليم بكل سهولة مدن حماه وحمص ودمشق، وعيّن الغزالي واليًا عليها مكافأة له على انحيازه للعثمانيين، وقابل من بها من العلماء، فأحسن وفادتهم. وفرّق الإنعامات على المساجد وأمر بترميم المسجد الأموي بدمشق. ولمّا صلّى السلطان الجمعة به، أضاف له الخطيب عندما دعا له عبارة "حاكم الحرمين الشريفين"، لكن سليمًا فضّل استخدام لقب أكثر ورعًا هو "خادم الحرمين الشريفين" واستمر باقي السلاطين من بعده يُلقبون به، وتوارثه بعدهم ملوك آل سعود في القرن العشرين. كذلك اسقبل السلطان وفدًا من أمراء لبنان جاء يهنئه بالنصر، وكان في عداد الوفد "فخر الدين المعني الأوّل" أمير الشوف، و"عسّاف التركماني" أمير كسروان وجبيل، و"جمال الدين الأرسلاني". فألقى الأمير فخر الدين بين يديّ السلطان سليم خطبة دعا له فيها بالعز والتوفيق وأن يجعل الله عهده عهد إسعاد للأمة الإسلامية. فأعجب السلطان ببلاغة فخر الدين إعجابًا شديدًا، لا سيما وأنه كان يفهم ويتحدث اللغة العربية بطلاقة فقدّم فخر الدين على سائر الأمراء اللبنانيين ومنحه لقب "سلطان البر" وأقرّه على ولاية الشوف وما جاورها، واعترف له بحق سلالته من بعده في أن يحكموها، كما أقرّ باقي الأمراء على مناطقهم. أما الأمراء التنوخيون الذين بقوا موالين للمماليك أثناء معركة مرج دابق، فقد عزلهم السلطان سليم عن بلاد الغرب - أي المناطق الساحلية الواقعة بين بيروت وصيدا، وعيّن مكانهم الأمير جمال الدين الأرسلاني. وبضم بلاد الشام، وصلت مساحة الدولة العثمانية إلى 5,200,000 كم2

.

.
.
بواسطة (1.1مليون نقاط)
فتح مصر

بعد أن انتصر السلطان سليم على المماليك في سوريا، فُتحت أمامه الطريق نحو فلسطين ومصر هذا ولما وصل خبر موت السلطان الغوري إلى مصر، انتخب المماليك "طومان باي" خلفًا له وأرسل إليه السلطان سليم يعرض عليه الصلح بشرط اعترافه بسيادة الباب العالي على القطر المصري، فلم يقبل وقتل المبعوثين العثمانيين واستعد لملاقاة الجيوش العثمانية عند الحدود. وبناءً على هذا، عزم السلطان سليم على قتال طومان باي، فاشترى عدّة آلاف من الجمال وحمّلها مقادير وافرة من المياه ليشرب منها جنده وهم يجتازون الصحراء إلى الأراضي المصرية والتقت مقدمتا الجيشين عند حدود بلاد الشام حيث هُزمت مقدمة المماليك، وتابع العثمانيون زحفهم نحو مصر، فاحتلوا مدينة غزة على الطريق وساروا عابرين صحراء سيناء حتى وصلوا بالقرب من القاهرة. وكان طومان باي مرابطًا في الريدانيّة، وهي قرية صغيرة تقع على الطريق المؤدية إلى القاهرةفحفر خندقًا على طول الخطوط الأمامية، ووضع مدافعه الكبيرة وأعد أسلحته وبنادقه وحاول شحذ همة مماليكه وقواته ولكن دون جدوى؛ فقد جبن كثير منهم عن اللقاء حتى كان بعضهم لا يقيم بالريدانيّة إلا في خلال النهار حتى يراهم السلطان، وفي المساء يعودون إلى القاهرة للمبيت في منازلهم ولم يكن من شأن جيش كهذا أن يثبت في معركة أو يصمد للقاء أو يتحقق له النصر، فحين علم طومان باي وهو في الريدانية بتوغل العثمانيين في البلاد المصرية حاول جاهدًا أن يقنع أمراءه بمباغتة العثمانيين عند الصالحية، وهم في حالة تعب وإعياء بعد عبورهم الصحراء، لكنهم رفضوا، معتقدين أن الخندق الذي حفروه بالريدانيّة كفيل بحمايتهم ودفع الخطر عنهم، لكنه لم يغن عنهم شيئاً، فقد تحاشت قوات العثمانيين التي تدفقت كالسيل مواجهة المماليك عند الريدانيّة عندما علمت تحصيناتها، وتحولت عنها، واتجهت صوب القاهرة، فلحق بهم طومان باي

مجسّم لجندي مملوكي بكامل درعه من القرن السادس عشر.

وفي 22 يناير سنة 1517، الموافق في 29 ذي الحجة سنة 922هـ، التحم الفريقان في معركة هائلة وعلى الرغم من الخيانة التي بدرت من بعض ضباط المماليك، فقد أبدى سلاح الفرسان المملوكي شجاعة كبيرة في ذلك اليوم، فلم تكد المعركة تبدأ حتى كرّت ثلّة من فرسان المماليك المدججين بالسلاح الكامل على قلب القوّات العثمانية حيث كانت تخفق راية السلطان الخاصة، وكان على رأس الثلّة طومان باي نفسه. والواقع أن السلطان سليم لم ينجُ من تلك الهجمة إلا بأعجوبة، فقد أخطأ طومان باي بينه وبين الصدر الأعظم "سنان باشا الخادم"، حيث قبض عليه وقتله بيده ظنًا منه أنه السلطان سليم. غير أن ما أقدم عليه سلطان المماليك لم ينفع شيئاً، فذهبت كل جهوده أدراج الرياح أمام المدافع العثمانية، فاضطر طومان باي ومن بقي معه إلى الانسحاب إلى نواحي الفسطاط، تاركين في ساحة الريدانية آلاف القتلى وبهذا انتصر السلطان سليم على المماليك واستعدّ لدخول القاهرة، وكان الثمن الذي دفعه كلاً من العثمانيين والمماليك في هذه الحرب باهظًا للغاية، إذ بلغ مجموع خسائر الفريقين من الجنود حوالي 25,000 جندي.وفاته وإرثه

بعد عودة السلطان سليم من مصر، إنهمك بتجهيز أسطول بحري ضخم لمعاودة الكرّة على جزيرة رودس بحرًا بعد أن لم يتمكن جدّه، السلطان محمد الفاتح، من غزوها في أيامه، ويُقال أيضًا أنه كان يُحضّر لحملة على المجر، كذلك كان يستعد لمحاربة الشاه إسماعيل الصفوي مجددًا بعد أن تحالف مع البرتغاليين ضده وسمح لهم بإقامة مراكز حصينة على الجزر الفارسيّة الواقعة في الخليج العربي. جمع السلطان خمسة عشر ألف جندي من المشاة تحت قيادة "فرحات باشا" بيلر بك الأناضول، وأرسل إليهم عددًا عظيمًا من المدافع والذخائر، وسار إليهم من القسطنطينية إلى أدرنة لقيادتهم في الحملة.

وفي هذه الفترة أصيب السلطان بمرض عُضال يقول البعض أنه كان الجمرة الخبيثة، ويخمنون أنه أصيب به لشدّة تعرضه للجثث في ساحات المعارك واستنشاق روائح الأجساد المتحللة، بالإضافة إلى سفره إلى بلدان ذات مناخات مختلفة ومتناقضة أشد النقيض وتعرّضه لما في جوّها من أدواءويقول آخرون أن ما أصيب به السلطان لم يكن سوى سرطان جلديّ أصيب به جرّاء تعرّضه الطويل لأشعة الشمس خلال غزواته وسفره على صهوة جواده بينما يقول البعض أنه جرى تسميمه من قبل طبيبه الخاص الذي كان يداويه.وعلى الرغم من ألمه، استمر السلطان بسيره إلى أدرنة لإتمام مشروع فتح رودس، لكن لم يمهله المنون ريثما يتم ذلك، فعالجه في رحلته هذه، وتوفي في يوم 22 سبتمبر سنة 1520م، الموافق في 9 شوّال سنة 926هـ، في السنة التاسعة لحكمه وحوالي الخمسين من عمره

الصورة "الرسميّة" للسلطان سليم الأوّل، الموضوعة ضمن صور قائمة السلاطين العثمانيين، والتي غالبا ما توضع في الكتب التي تتحدث عنه.

وأخفى طبيبه الخاص خبر موته عن الحاشية ولم يبلغه إلا للوزراء، فاجتمع كل من پير محمد باشا وأحمد باشا ومصطفى باشا، وقرروا إخفاء هذا الأمر حتى يحضر الأمير سليمان من إقليم صاروخان خوفًا من أن تثور الإنكشارية كما هي عادتهم عند تولّي كل سلطان.[13] فأُرسل إلى سليمان خبر موت أبيه، فقام قاصدًا القسطنطينية ودخلها في يوم 29 سبتمبر، الموافق في يوم 16 شوّال، من نفس السنة، وبعد ظهر ذلك اليوم وصل الصدر الأعظم پير محمد باشا من أدرنة وأخبر عن وصول جثمان السلطان سليم في اليوم التالي وعند ظهر يوم 30 سبتمبر وصل الجثمان، فخرج السلطان سليمان والوزراء والأعيان لمقابلة النعش خارج المدينة، ثم ساروا في موكب الجنازة حتى واروا سليمًا التراب على أحد مرتفعات المدينة، حيث كان يبني مسجدًا يحمل اسمه، وأمر السلطان ببناء مدرسة وعمارة لإطعام الفقراء صدقة على روح والده

ضريح السلطان سليم.

يروي المؤرخون الذين عاصروا السلطان سليم الأوّل أنه كان رجلاً فارغ الطول، عريض المنكبين، وذو شارب عظيموقيل بأنه كان يضع أقراطًا في أذنيه، لكن عددًا من المؤرخين يشك بصحة هذا الأمر، ذلك لأن وضع الرجل لأقراط محرّم في الإسلام، بما أنه يُعتبر تشبهًا بالنساءكذلك فقد كان عصبيّ المزاج سريع الغضب وذو شخصيّة ملحميّة كما أبطال الروايات. ويؤخذ عليه ميله لسفك الدماء، فكان سريع الفتك بمن يعارضه، مسرفًا في قتل خصومه لا يعرف العفو مطلقًا، فقتل سبعة من وزرائه لأسباب واهية. وكان كل وزير مهددًا بالقتل لأقل هفوة، حتى صار يُدعى على من يُرام موته بأن يُصبح وزيرًا له.وفي إحدى الروايات أن أحد وزرائه طلب منه مازحًا أن يخبره مقدمًا بتاريخ إعدامه، حتى يرتب أموره، فرد عليه السلطان يقول بأنه في الواقع كان يفكر لفترة من الوقت في إعدامه إلا أنه لم يجد بعد البديل المناسب، ولكنه وعده بإخباره بمجرد العثور على البديل. ويجمع المؤرخون أنه على الرغم من فظاظته، فقد كان سليم الأول فاضلاً ذكيًا، بعيد الغور، وصاحب رأي وتدبير وحزم، وإنه على الرغم من قصر مدة ولايته، فإنه حضّر الدولة العثمانية لتصل أعلى درجات الكمال والازدهار في عهد ابنه سليمان وهناك مأثورة شهيرة مفادها أن سليم ملأ الخزينة الملكية حتى اتخمت ثم أقفلها بختمه الشخصي، وقال: "إذا استطاع شخصٌ أن يملأ الخزينة أكثر من ذلك، فليقفلها بختمه"، أي بدلاً من ختم سليم، لكن الخزينة ظلت مغلقة بختم الأخير حتى انهيار الدولة العثمانية بعد حوالي 400 سنة.وقد أُطلق اسم هذا السلطان على عدد من المواقع في تركيا وخارجها، مثل مسجد السلطان سليم القاطع في مدينة مانهايم بألمانيا، وفي سنة 2010 أنشأ فيلم سينمائي تركي يحمل اسم السلطان ويتحدث عن حياته
0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
السلطان سليمان القانونى الاب الذى قتل اولاده مصطفى وبيازيد وتولى السلطان سليم الثانى (السكران) العرش من بعد ابيه القانونى وسليمان ثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان. بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت وصاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520 حتى وفاته في 5/6/7 سبتمبر سنة 1566 خلفاً لأبيه السلطان سليم خان الأول وخلفه ابنه السلطان سليم الثاني. عُرف عند الغرب باسم سليمان العظيم[2] وفي الشرق باسم سليمان القانوني (في التركية Kanuni) لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني. أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر، يتزعم قمة سلطة الدولة الاسلامية العسكرية والسياسية والاقتصادية. قاد سليمان الجيوش العثمانية لغزو المعاقل والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في 1529. ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا حتى الجزائر. تحت حكمه، سيطرت الأساطيل العثمانية على بحار المنطقة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج

في خضم توسيع الإمبراطورية، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع والتعليم والجباية والقانون الجنائي. حدد قانونه شكل الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته. لم يكن سليمان شاعراً وصائغاً فقط بل أصبح أيضاً راعياً كبيراً للثقافة ومشرفاً على تطور الفنون والأدب والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية. تكلم الخليفة أربع لغات: العربية والفارسية والصربية الجغائية (لغة من مجموعة اللغات التركية مرتبطة بالأوزبكية والأويغورية).

بعد خرقه لتقليد عثماني، تزوج سليمان فتاة حريم وهي خُرَّم سلطان (بالتركية: Hürrem Sultan) والتي حققت شهرة تاريخية نظير افتتان السلطان بها وتأثيرها البالغ عليه. تولى ابنهما سليم الثاني خلافة سليمان بعد وفاته في 1566 بعد 46 سنة من الحكم. يعتبر بعض المؤرخين هذا السلطان أحد أعظم الملوك لأن نطاق حكمه ضم الكثير من عواصم الحضارات الأخرى كأثينا وصوفيا وبغداد ودمشق وإسطنبول وبودابست وبلغراد والقاهرة وبوخارست وتبريز وغيرهم.

.

.

بداية حياته

ولد سليمان في طرابزون الواقعة على سواحل البحر الأسود يوم 6 نوفمبر 1494 لوالدته عائشة حفصة سلطان أو حفصة خاتون سلطان التي ماتت في 1534. حينما بلغ 39، ذهب ليدرس العلوم والتاريخ والأدب والفقه والتكتيكات العسكرية في مدارس الباب العالي في القسطنطينية. استصحب في طفولته إبراهيم وهو عبد سيعينه لاحقاً صدراً أعظماً في المستقبل. تولى سليمان الشاب وعمره سبعة عشر سنة منصب والي فيودوسيا ثم ساروخان (مانيسا) ولفترة قصيرة أدرنة[8]. بعد وفاة والده سليم الأول (1465-1520)، دخل سليمان القسطنطنية وتولى الحكم كعاشر السلاطين العثمنيين. يقدم مبعوث جمهورية البندقية، بارتلوميو كونتاريني، أقدم وصف للسلطان بعد أسابيع من توليه الحكم فيقول:يبلغ من العمر الخمسة والعشرين، طويل ونحيف، وبشرته حساسة. عنقه طويل قليلا، وجهه رقيق ومعقوف الأنف. شارباه متدليان ولحيته قصيرة ومع ذلك له طلعة لطيفة مع بشرة تميل إلى الشحوبة. يقال أنه حكيم ومولع بالدراسة والتعلم وكل الرجال يأملون الخير من حكمه وله عمامة كبيرة للغاية. يعتقد بعض المؤرخين أن سليمان الشاب كان يكن التقدير للإسكندر الأكبر. حيث تأثر برؤية ألكسندر لبناء إمبراطورية عالمية من شأنها أن تشمل الشرق والغرب، وهذا خلق دافعا لحملاته العسكرية لاحقة في آسيا وأفريقيا، وكذلك في أوروبا.

.

.

توليه مقاليد السلطة

تولى السلطان سليمان القانوني بعد موت والده السلطان سليم الأول في 9 شوال 926هـ - 22 سبتمبر 1520م، وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، وكان يستهل خطاباته بالآية الكريمة {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، والأعمال التي أنجزها السلطان في فترة حكمه كثيرة وذات شأن في حياة الدولة.

في الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سن السلطان الذي كان في السادسة والعشرين من عمره فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القوية التي لا تلين، فقضى على تمرد "جان بردي الغزالي" في الشام، و"أحمد باشا" في مصر، و"قلندر جلبي" في منطقتي قونيه ومرعش الذي كان شيعيًا جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة.

.

.

الحلف مع فرنسا

كان العداء متبادلا بين ملك فرنسا فرنسوا الأول وشارل الخامس (أو شارلكان) ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة فكان شارل الخامس بموجب ذلك يحكم أجزاءً شاسعة من أوروبا بما فيها ألمانيا وهولاندا والنمسا والمجر وغيرها، ولأن الملك الفرنسي لم يكن يملك القوة الكافية لمنازلة غريمه ومنازعته على لقب الإمبراطور، حاول التقرب من الدولة العثمانية

وحدث أن ذهب وفد فرنسي إلى سليمان القانوني يطلب منه مهاجمة بلاد المجر في سبيل تشتيت جيوش شارلكان وإضعافها، واكتفى السلطان بكتاب من طرفه يعد فيه بالمساعدة وكان يريد الاستفادة من هذه الفرصة من أجل تسديد ضرباته لمملكة النمسا وتشديد الخناق على دول أوروبا، ومما يجدر الإشارة إليه أن استعانة فرنسا بما لها من قوة وثقل كاثوليكي مسيحي في أوروبا آنذاك بالدولة العثمانية المسلمة يعطي المطلع فكرة عما وصل إليه العثمانيون من قوة وصيت وعالمية في ذلك الزمان.

لقد أثمر هذا الحلف بين الدولتين في إضعاف ممالك شارل الخامس والجمهوريات الإيطالية، فعلى الرغم أن الفرنسيين لم يستطيعوا الانتصار على الإسبان في الغرب إلا أن شارلكان خسر أراض عديدة من أوروبا الشرقية، كما قامت القوات البحرية العثمانية-الفرنسية بقيادة خير الدين بربروس باستعادة مدينة نيس وجزيرة كورسيكا لصالح الفرنسيين كما انتصرت الأساطيل العثمانية على البحرية الإسبانية والإيطالية في مواقع عديدة.

أراد الحلف الفرنسي العثماني غزو إيطاليا بسبب ثراء المدن الإيطالية وازدهار ثقافاتها بالإضافة إلى وجود مقر البابا قائد المسيحية في روما، وبالفعل توجه سليمان الأول بمئة ألف جندي لمهاجمة إيطاليا من الشرق، وهبط خير الدين بربروس من جهة الجنوب في ميناء أوترانة الإيطالي، كما تقدم الفرنسيون من جهة الغرب الإيطالي، وكان الهدف من هذا هو هجوم واحد وكبير من ثلاثة جهات، إلا أن توجس الملك الفرنسي من أن يتهم بالردة عن المسيحية من قبل العامة ورجال الدين (لتعاونه عسكريا مع دولة مسلمة) جعله يعلق عملياته العسكرية ويكتفي بمهادنة شارلكان، ولو أن الحملة العسكرية المشتركة تمت كما خطط لها لغدت إيطاليا بكاملها ولاية عثمانية.

.

.

فتح بلجراد

بعيد خلافة والده في السلطة، بدأ سليمان سلسلة من المواجهات العسكرية، ومن ضمنها إخماد ثورة دعمها حاكم دمشق في 1521. توجه سليمان بعد ذلك مع صدره الأعظم بيري محمد باشا إلى بلجراد وأعد العدة لغزو مملكة المجر ونجح في ما فشل فيه جده الأكبر محمد الثاني حيث كان المجريون الأعداء الوحيدين المتبقين بعد سقوط البيزنطيين والصرب والبلغار الذين يستطيعون ردعه من مواصلة فتوحاته في أوروبا، حاصر سليمان وجيشه بلجراد ودكها بالمدفعية في قصف شنه من جزيرة مجاورة على نهر الدانوب فلم يبق للرجال السبع مئة إلا الإستسلام في 1521

سليمان الشاب

إنتشر خبر فتح بلجراد كالنار في الهشيم، أحد أحصن قلاع المسيحيين، وإنتشر معه الخوف عبر أوروبا، كما ذكر ذلك سفير الإمبراطورية الرومانية المقدسة : كان فتح بلجراد أصل عدة أحداث درامية ضربت المجر أبرزها موت الملك لويس الثاني وإحتلال بودا وضم ترانسيلفانيا وتدمير مملكة مزدهرة وخوف البلدان المجاورة التي خافت مواجهة المصير نفسه

.

.

فتح جزيرة رودس

أراد العثمانيون فتح جزيرة رودس لموقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط ومنعا لأية أساطيل بحرية معادية من العسكرة فيها خلال أوقات الحروب، ولقد استغل السلطان سليمان الأوضاع السياسية التي كانت تمر فيها أوروبا آنذاك من صراعات بين ملوكها وأساقفتها وأمرائها.

عندما أبى رهبان الجزيرة تسليمها إلى العثمانيين، دكت المدفعية العثمانية جدران حصنها المنيع والذي كان يعد أحد أمنع الحصون في العالم في ذلك الحين، ويقال أن القوة البرية العثمانية حفرت ما يقارب 50 سردابا تحت الحصن، وشنوا هجوما على المدينة من تحت الأرض، ولكن القوة المدافعة تفانت في الدفاع عن الجزيرة و ردت هذا الهجوم المفاجئ، كما دافعوا بكل قوة عن حصن جزيرتهم، ويروي أن نساء رودس كانت تعاون رجالها ورهبانها في الدفاع عن أسوار الجزيرة، ولما انقطعت الحلول من أمام رئيس الرهبان مع نفاذ مؤنته وذخيرته آثر التسليم في سنة 929هـ

بعد دخول الخليفة العثماني رودس ظافرا، اختار كبار القساوسة وفرسانهم مغادرة الجزيرة، فاتجهوا إلى مالطا وأقاموا فيها(وعرفوا بـفرسان القديس يوحنا الأورشليمي أو فرسان مالطا)، وحاصرتها البحرية العثمانية في نهاية عهد القانوني ولكن دون أن تفلح في فتح الجزيرة بسبب دخول الحصار فترة الشتاء.

.

.

فتح بلاد المجر والتصادم مع النمسا

تحولت طموحات السلطان القانوني إلى بلاد المجر لاسيما بعد تدهور العلاقات معها المراسلات مع التي دارت مع الفرنسيين والذين تقدموا بطلب لدى السلطان لكي يهاجم المجر لإضعاف ملك شارلكان ورفع شيء من الضغط عن الفرنسيين في الغرب.

حشد سليمان الأول الجيوش وسار بها نحو بلاد المجر عبر بلغراد، وبعد عدة فتوحات التقى بالجيش المجري في منطقة موهاكس وجرت معركة موهاكس الفاصلة سنة 932هـ - 1526م التي انتهت بانتصار العثمانيين وتسلم سلطانهم مفاتيح عاصمة المجر بود (و تعني البلد العالي)، ويجدر الإشارة هنا أن بودابست كانت عبارة عن مدينتين منفصلتين آنذاك وهما: بود وبست. استيقضت المقاومة المجرية لكنها فشلت وأصبح العثمانيون القوة المسيطرة في أوروبا الشرقية. وعندما رأى السلطان جثة لويس الهامدة عبر سليمان عن أسفه قائلا: قدمت بالفعل مسلحاً إليه ولكن لم تكن نيتي أن يُقتل هكذا وهو لم يذق حلاوة الحياة والملك بعد

عند عودة سليمان الأول من بلاد المجر اصطحب السلطان معه الكثير من نفائس البلاد وخاصة كتب كنيسة ماتياس كورفن، وهي كنيسة اعتاد الأوروبيون على تسميتها بكنيسة التتويج لأن الملوك الأوروبية كانت تتوج فيها، وحول المسلمون تلك الكنيسة إلى مسجد وأُضيف إليها النقوش العربية، وأُعيد المسجد كنيسةً عندما خرج العثمانيون من هنغاريا وبقيت النقوش العربية حتى يومنا هذا.

حصار إسرتغون (1543).

في عهد شارل الخامس وأخيه فيردناند، أرشدوق النمسا، أعاد الهابسبورغ احتلالهم لهنغاريا. كرد فعل لذلك، عاد سليمان مرة أخرى عبر وادي الدانوب وأعاد غزو بودا وشن في الخريف الذي تلاه حصار فيينا. كان ذلك أكثر عمل عثماني طموحاً في أوروبا وأقصاه امتداداً نحو الغرب ولكن انتصر النمساويون ب 20,000 رجلاً، بذلك أصبحت الأراضي الهنغارية فيما بعد ساحة حرب بين النمساويين والعثمانين، وكانت الحرب سجالاً بين الطرفين لا تلبث أن تنطفئ حتى تشتعل من جديد، ومالت كفة الانتصار للعساكر العثمانية مما جعل النمسا تدفع الجزية للأستانة في معظم الأوقات، وحاصر السلطان فيينا مرة ثانية ولم يتمكن من فتحها في 1532 فانسحب بجيوشه، وذلك لسوء الأحوال الجوية التي كانت تمنع العثمانيين من نقل معدات حصارهم الثقيلة وبعد المسافة عن حاضرة الخلافة وامتداد خطوط الإمداد الطويلة وراء الجيش. بعد ذلك استمر التنافس العثماني-الهاسبورغي حتى مطلع القرن العشرين

جون سيجسموند ملك المجر مع سليمان في 1556.

بحلول أربعينيات القرن السادس عشر، قدم تجدد الصراع في هنغاريا لسليمان فرصة الثأر لهزيمته في فيينا. اقترح بعض النبلاء المجريون أن يتقرب فرندناند الأول (1519-1564)، حاكم النمسا المجاورة، إلى عائلة لويس الثاني بالزواج ليكون ملك المجر دون ذكر أن اتفاقات سابقة تسمح للهاسبورغ بالاستيلاء على العرش المجري إذا لم يكن هناك وريث للويس. في الطرف الآخر، التف نبلاء مجريون حول جون زابوليا المدعوم من سليمان والذي لم تعترف به القوى المسيحية بأوروبا. في 1541 التقى الهابسبورغ بالعثمانيين في صراع آخر، وحاولو فرض حصار على بودا. بعد صد جهودهم، ووقوع قلاع نمساوية أخرى في يد العثمانيين اضطر فرديناند وأخوه شارل الخامس إلى توقيع معاهدة مذلّة مع سليمان مدتها خمس سنوات. تخلى فرديناند عن أطماعه في مملكة المجر وأُجبر على دفع فدية سنوية إلى السلطان لقاء أراضٍ مجرية استمر في السيطرة عليها. وفي حركة أكثر رمزية نصت المعاهدة على أن شارل الخامس ليس إمبراطور بل مجرد ملك إسبانيا، مما جعل سليمان يعتبر نفسه القيصر الحقيقي. بعد إذلال أعدائه الأوروبيين أمّن سليمان للإمبراطورية العثمانية دوراً ريادياً في السياسة الأوروبية.

.

.
بواسطة (1.1مليون نقاط)
.

الصدام مع الدولة الصفوية

بعد تثبيث حدوده في أوروبا اتجه سليمان نحو آسيا حيث قام حملات كبرى ضد الدولة الصفوية لتندلع بذلك الحرب العثمانية الصفوية (1532–1555)، ويرجع السبب في ذلك لحدثين بارزين، الأول هو مقتل والي بغداد الموالي لسليمان على يد الشاه طهماسب وتعويضه بموالي له والثاني تحالف والي بدليس مع الصفويين، ابتدأت من سنة 941هـ - 1533م، حيث نجحت الحملة الأولى في ضم تبريز وبدليس إلى سيطرة الدولة العثمانية دون أي مقاومة، حيث ساق الوزير الأول إبراهيم باشا الجيوش وضم العديد من الحصون والقلاع في طريقه كقلعتي وان وأريوان، وعمل الوزير الأول على بناء قلعة في تبريز وترك فيها من الحامية المنظمة ما يكفي لحفظ الأمن العمومي في 1534.
وفي شهر أيلول (سبتمبر) من نفس السنة وصل سليمان الأول إلى تبريز واستأنف العمليات الحربية بنفسه ضد الشاه طهماسب الذي كان يتراجع بجيشه عوض المواجهة لكن سوء الطرق وكثرة الأوحال وسوء الأحوال الجوية جعلت نقل المدفعية العثمانية الضخمة أمرا محالافقام الخليفة بتحويل الوجهة نحو بغداد و بالفعل دخلها بعد هروب حاميتها الصفوية في 1535، وقام السلطان عند دخوله بزيارة قبور الأئمة العظام المتواجدة في العراق مما أكد أحقية سليمان في قيادة العالم الإسلامي وحمل شعلة الخلافة من العباسيين
قام سليمان بحملة أخرى لهزم الشاه في 1548-1549. كالحملات السابقة تفادى طمهاسب المواجهة المباشرة مع الجيش العثماني واختار التراجع فأحرق أرمينيا (منطقة بإيران) فلم يجد العثمانيون مكانا يقيهم من شتاء القوقاز القاسي أنهى سليمان حملته بمكاسب عثمانية مؤقتة في تبريز وأرمينيا وموقع دائم في محافظة فان وقلاع في جورجيا في 1553 بدأ سليمان حملته الثالثة والأخيرة ضد الشاه. بعد خسارة أرضروم في وقت سابق لابن الشاه، استهل سليمان الحملة باسترجاعها وعبور الفرات العلوي وصولا إلى بلاد فارس. أكمل جيش الشاه خطته التي ترمي التراجع وعدم الاشتباك مع العثمانيين مما أدى إلى حالة جمود فلم يكن هناك لا غالب ولا مغلوب. في سنة 962هـ - 1555م أجبر السلطان سليمان الشاه طهماسب على الصلح وأحقية العثمانيين في كل من أريوان وتبريز وشرق الأناضول وأمن بذلك بغداد وجنوب بلاد الرافدين ومصبات الفرات ودجلة وأخذ أجزاء من الخليج العربي ووعد الشاه أيضا بوقف هجوماته في الأراضي العثمانية.
.
.
محاربة البرتغاليين

أرسل حاكم مدينة أحمد آباد وما حولها رسالة استغاثة إلى الخلافة العثمانية طالبا المساعدة ضد البرتغاليين الذين اجتاحوا بلاده وتمكنوا من السيطرة على أهم ثغورها، فأرسل السلطان خطابا إلى سليمان باشا والي مصر يأمره ببناء عمارة بحرية كبيرة بأسرع ما يمكن وبالفعل قام الوالي ببناء 70 سفينة حربية. اتجه العثمانيون مواجهين نفوذ البرتغاليين في المحيط الهندي والخليج العربي، أولا نحو عدن واحتلوها في 1538 لتشكل قادة لهجوماتهم ضد الممتلكات البرتغالية في الهندأخفقوا في إسقاط موقع ديو في سبتمبر 1538 لكنهم عادوا إلى عدن وحصنوها بمائة قطعة مدفعية استولى أويس باشا من العدن على اليمن ابتداءا من قلعة تعز سنة 953هـ 1546م، ودخلت عُمان والأحساء وقطر تحت نفوذ الدولة العثمانية بعد إحكام السيطرة على البحر الأحمر بدأ سليمان هجومات على الطرق التجارية للسفن البرتغالية المارة نحو الهند وبدأ حركة تجارية مهمة القرن السادس عشر مع الهند تلقى سليمان في 1564 استغاثة من بعتثه في آتشيه (حاليا في إندونيسيا) تستدعي تدخلا عثمانيا ضد البرتغال. استجاب السلطان وقام بإرسال بعثة العثمانيين إلى آتشيه والتي قدمت لهم الدعم العسكري اللازم للرد
أدت هذه السياسية إلى الحد من نفوذ البرتغاليين في مياه الشرق الأوسط، كما أغاثت البحرية العثمانية الأقاليم المستغيثة في الهند وآتشيه واستطاع سليمان باشا المذكور أن يسيطر على كافة الحصون التي بناها البرتغاليون.
.
.
شمال إفريقيا والبحر المتوسط

بعد تثبيت أقدامه على أراضي الإمبراطورية، استقبل سليمان أنباء على أن قائد أساطيل شارل الخامس، أندريا دوريا، احتل حصون كوروني في موريا (حاليا بيلوبونيز). أرق التواجد الإسباني في شرق البحر المتوسط بال سليمان الذي رأى منافسة ضمنية للسيطرة العثمانية في المنطقة. لتأكيد القوة البحرية للعثمانيين في المتوسط، كلف سليمان قائدا بحريا خاصا في شخص خير الدين بربروس المعروف لدى الأوروبيين باسم بارباروسا. عند توليه منصبه، قام بارباروسا بإعادة بناء الأسطول العثماني ليبلغ عدد سفنه مجموع سفن أساطيل الدول المتوسطية مجتمعة في 1535 انتصر شارل الخامس على العثمانيين في تونس، ومع الحرب ضد جمهورية البندقية في العام التالي قبل سليمان اقتراحات فرانسوا بالتحالف في 1538 هزم بارباروس الأسطول الإسباني في معركة بروزة وأمن شرق المتوسط للترك لأكثر من 33 سنة حتى الهزيمة في معركة ليبانتو.

عقد فرانسيس I (يسار) وسليمان القانوني(يمين) التحالف الفرنسي العثماني ابتداءا من 1530.
ضم سليمان أراضي واسعة شرق المغرب. أصبحت الدول البربرية وهي طرابلس وتونس والجزائر ولايات ذاتية الحكم في الإمبراطورية وشكلت طليعة جيش سليمان في صراعه مع شارل الخامس الذي حاول إخراج العثمانيين منها وفشل في 1541 تتابعت عمليات الجهاد البحري الذي تزعمه هذه الدول في إطار الحرب ضد إسبانيا. لفترة قصيرة أمنت التوسعات البحرية العثمانية سيطرة لها في المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي حتى 1554 حين هزمت الإمبراطورية البرتغالية السفن العثمانية. أخذ البرتغاليون هرمز (في مضيق هرمز) في 1515 وستستمر منافستهم لسليمان للسيطرة على عدن (حاليا في اليمن).

حصار مالطة في 1565: وصول الأسطول العثماني, للفنان ماتيو بيريز داليتشيو
في 1542 بسبب مواجهتهم لعدو واحد هو الهابسبورغ سعى فرانسوا لتجديد التحالف الفرنسي العثماني وباستجابة لذلك بعث السلطان مائة سفينةتحت قيادة باربروس لمساعدة فرنسا في غرب المتوسط. ضرب باربروس شواطئ صقلية ونابولي قبل وصوله إلى فرنسا حيث قدم تولون كمقر للبحرية العثمانية. في إطار الحملة هاجم وحاصر باربروس نيس في 1543. بحلول 1544، انتهى التحالف الفرنسي العثماني مؤقتا بسبب السلام بين فرنسوا وشارل الخامس.
في مكان آخر في المتوسط، أعاد فرسان القديس يوحنا تشكيل أنفسهم تحت اسم فرسان مالطة في 1530. أثارت أفعالهم ضد سفن المسلمين غضب العثمانيين الذين شكلوا جيشا عظيما لطرد الفرسان من مالطة. غزا العثمانيون مالطة في 1565 وبدأوا حصار مالطة الكبير الذي بدأ في 18 مايو واستمر حتى 8 سبتمبر وصوره الرسام ماتيو بيريز داليتشيو في ردهة سانت ميشيل وسانت جورج. في البداية بدت المعارك كإعادة للمعارك في رودوس حيث دمرت عدة مدن في مالطة وقتل نصف الفرسان أثناء القتال لكن سرعان ما وصلت قوة إمداد من إسبانيا نتج عنها 30000 قتيل في صفوف العثمانيين
.
.
مكائد زوجته خُرَّم سلطان
أسر المسلمون التتر في القرم في إحدى غاراتهم على الروس فتاة بالغة الجمال تدعى روكسلان، فأهدوها إلى الخليفة الذي اتخذها زوجة له، وقيل إنها كانت يهودية روسية، فعكفت على التدخل في شئون الحكم، فطلبت من الخليفة أن يسمح لليهود الذين طردوا من الأندلس مع المسلمين بالاستيطان في أرجاء الدولة العثمانية، والذين يطلق عليهم يهود الدونمة، الذين سيكون لهم دور رئيسي فيما بعد في سقوط الخلافة العثمانية
أرادت روكسلانا الروسية في المراجع الغربية أو خُرَّم سلطان في المراجع التركية تمهيد الطريق لابنها سليم ليتولى ميراث أبيه فيما بعد فاشتغلت بالدسائس وساعدها الصدر الأعظم رستم باشا على ذلك، فانتهز الأخير فرصة سفر السلطان في إحدى الحملات العسكرية إلى بلاد فارس وأخبر سليمان بأن ابنه يريد أن يثور عليه كما ثار أبوه(سليم الأول) على جده بايزيد الثاني مدعوماً بشاه الصفويين ، فانطلت الحيلة على الخليفة الذي استدعى ابنه إلى خيمته وقتله فور دخوله إياها، وكان للسلطان سليمان ابن آخر يدعى جهانكير توفي أيضا بعد مقتل أخيه مصطفى بقليل من شدة الحزن
وبعد وفاة خُرَّم سلطان، قام ابنها سليم بالكيد لبايزيد الأخ الوحيد المتبقي ، وتمكن من استئجار مربي بايزيد ليسرب له معلومات كاذبة مفادها أن والده الخليفة كان ينوي استخلاف سليم الأصغر سنا على ملك آل عثمان، وجرت مراسلات بين الأخوين تمكن فيها سليم من إثارة غضب بايزيد، وقام الأخير بمس كرامة أبيهما ببعض العبارات في إحدى المراسلات، فأرسل سليم الكتاب إلى الخليفة سليمان الذي غضب غضبا شديدا وكتب إلى بايزيد يوبخه ويأمره بالانتقال من إمارته في قونية إلى مدينة أماسيا، فخشي بايزيد غدر أبيه فجمع قرابة عشرين ألفا من الجنود وآثر التمرد على أبيه إلا أن نار التمرد أخمدت على يدي جيش الوزير صقللي محمد باشا، والتجأ بايزيد مع أبنائه إلى جوار طهماسب شاه فارس، ولكن طهماسب غدر في الابن المسكين وسلمه إلى أبيه بعد أن أظهر له المودة وقبل أن يجيره، وقتل رسل السلطان بايزيد مع أبنائه الأربعة
.
.
وفاته
توفي سليمان القانوني أثناء حصار مدينة سيكتوار في 5/6/7 سبتمبر حيث سقط من أعلى الحصان و قد مات في تلك اللحظة إلى أن الجنود لم يرد أن يخبروا أحد حتى العودة إلى العاصمة 1566
مرحبًا بك إلى نور المعرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.

التصنيفات

...